إفادة مصورة
" تتمثل المسيرة الأساسية في العصر الحديث بغزو العالم كأنه صورة".
مارتين هايدجر
بدأ الحريق الكبير في الكرمل بعد إغلاق موعد تسليم الصور الفوتوغرافية لمسابقة إفادة محلية 2011. عدم المقدرة على ضم صور من هذه الحادثة يُشعرنا بتفويت الفرصة. صور الحريق القليلة التي تظهر في المعرض هذا العام هي بمثابة صدا للتغطية الاعلامية العظيمة التي حظيت بها هذه الحادثة في العام الماضي. الاحساس بالاحباط عاد من جديد هذا العام ايضا امام حقيقة عدم قبول صور لجلعاد شليط العائد من اسر حماس للمسابقة. ولكن,على ما يبدو, ابلى "العدل الاجتماعي" بلاء حسنا مع الاحتجاج الذي حظى لعرض واسع في المعرض.
وصلت الى المسابقة هذا العام 8000 صورة اعلامية حسب فئات معروفة مسبقا, بهدف تمكين التغطية القصوى لجميع احداث العام الماضي.
للصور المعروضة في المعرض كيان مختلف عن اصلها. كبّرت الصور وبني لها سياق جديد – جوهري ومرئي. منح التكبير كشفا اخر, جديدا, للتصوير الاعلامي. لكل صورة حجم يليق بالمظهر المثالي. الحاضر الفعلي الجديد يبرز تفاصيل وملامح لم تكن ظاهرة في الصورة الاعلامية الأصلية. الان ترتبط الصورة المكبرة بسياق اصلي وسياق جديد, مستقل, على حد سواء. الشكل الذي عرضت فيه الصورة, حجمها وجودتها, تفرض اشكالا مختلفة من التأمل, تطورت بفضل العصر الديجيتالي.
التصوير الاعلامي هو احد الممارسات الاعلامية لخلق مشاهد مختلفة لرواية قصة اخبارية. كمية المَشاهِد التي تنقلها وسائل الاعلام الحديثة اليوم تبني, على ما يبدو, مستودعا آخذا في الكبر لأرشيف صور تاريخي. لكن من خلال العمل على المعرض اتضح بأن المحاولة المصطنعة لإنتاج سلسلة من الصور التي تحيي حوادث العام الماضي لم تنجح في الواقع. بعبارة اخرى, احداث رئيسية تحظى بتغطية واسعة في وقت الحدث, وهذا بدوره يُنمي لدينا وهم بأن الحدث طبع في اذهاننا. لكن محاولة الاعلام جذب اكبر قدر ممكن من الاهتمام لكل حدث تُسبب, في نهاية المطاف, النسيان ولا تسمح ببناء تسلسل تاريخي تدريجي معاصر.
غالية جور زئيف
امينة المعرض