مسرحية عبثيّة
فاردي كهانا أمينة معرض إفادة محلية 2017
״صورة العام״ لنوعم موسكوفيتس هي مشهد من مسرحية عبثية: إثنان من رجال الشرطة يخترقان الباب المغلق للكنيس في مستوطنة عمونا، في حين اثنان من المستوطنين يختلسان النظر من وراء الجدار. إطار واحد، يُجمّد مشهدا مثيرا للسخرية. هذه لعبة «الزقطة » التي جُرّت اليها الدولة على أيدي مستوطني عمونا. إنه المشهد الأخير من مسرحية كبيرة كانت نهايتها معروفة مسبقا.
في عام 2006 ، قضت محكمة العدل العليا بأن عمونا هي مستوطنة غير قانونية بُنيت عن علم مسبق على أراضٍ فلسطينية مخصصة للزراعة فقط. على مدى عشر سنوات، لعبت حركة الاستيطان دورا في محاولة منع تنفيذ أوامر الهدم وفي محاولة تغيير الواقع بالوسائل السياسية. قدّم أصحاب الأراضي التماساً للمحكمة ضد تأجيل الإخلاء، ولكن في 2 شباط 2017 أخلِيت عمونا وهُدمت كليّا.
وصلت للمسابقة المئات من صور الإخلاء، وهذا يُشير الى دور وسائل الإعلام في هذه المسرحية الكبيرة. هكذا رأينا مجموعات من الشباب يرقصون، يصلّون ويحرقون الإطارات، ومن ناحية أخرى، صفوف طويلة من رجال الشرطة، بدون سلاح، يرتدون قمصانا زرقاء، يصعدون الى المستوطنة لإخلائهم. سمح المستوطنون من جهتهم وقوات الأمن من الجهة الأخرى لوسائط الإعلام بالوصول المباشر إلى حلبة الاحداث. أراد كل جانب أن يثبت للمشاهدين في المنزل بأنه يؤدي دوره في هذه المسرحية بشكل مقنع.
قبل هذه الحادثة بأسبوعين، في 18 كانون الثاني، في منتصف الليل، خرجت قوة شرطة كبيرة ومسلحة في مهمة إخلاء أخرى: هدم مباني غير قانونية في القرية البدوية أم الحيران بالنقب. لم يأت الى هذه الحلبة سوى اثنين من المصورين. أغلِقت المنطقة أمام وسائل الإعلام. خلال الحدث قُتل أحد سكان القرية، يعقوب موسى أبو القيعان
والشرطي الرقيب الأول إيريز ليفي. سارع وزير الأمن الداخلي في اتهام أبو القيعان بقتل الشرطي، على الرغم من عدم وجود أي أدلة على أرض الواقع. يُثبت شريط الفيديو الذي صوّرته كيرن منور، بالإضافة الى صور من طائرة الشرطة، بأن الشرطي إيريز ليفي لم يُصب إلّا بعد أن أصيب أبو القيعان بالرصاص وعلى ما يبدو فقد السيطرة على سيارته.
لم يكن إخلاء أم الحيران مسرحية للإعلام؛ بل الحياة نفسها، والموت ايضا.