كنت هناك عندما حدث
موران شوب، ترجمة للعربية

عندما يُرينا مصور صورة فوتوغرافية التقطها، حتى ولو كان لا يروي من خلالها القصة بأكملها، يقول في الواقع: "كنت هناك عندما حدث"؛ "عن يميني ويساري وورائي حدثت احداث، ولكن ما ترون في هذه الصورة، هذا ما حدث أمام عيني".
أن تكون مصورا من جملة الامور " ان تكون هناك" ان تكون شاهدا على الأحداث تفيد عنها امام الجميع: لتُري، لتعطي، لتقرّ، لتذيع للملأ. أن تكون مصورا هذه رسالة، رسالة وطنية. سواء ان كان المصورين رسل أنفسهم، أو عن طريق صحيفة أو وكالة ما، أو عن طريق الجمهور الموثق - لا تعطي الصورة لأي جهة حق امتلاكها، إلا للحياة نفسها وحقيقة حدوثها.
ما هي أهمية "أن تكون هناك عندما يحدث "، بالاخص عندما يكون كل شيء موثق ومصور ومُذاع في شبكات الاتصال، الشبكات الاجتماعية والفيسبوك؟ "أن تكون هناك" هو أن ترى بعينيك - وليس من خلال منظار وشاشة ومصفاة الآخرين. صحيح، النظر بعينيك ليس سهلا أيضا. يمكن بسهولة ايجاد أنفسنا واقفين في قلب الحدث نفسره لأنفسنا، كما سمعنا تفسيره في الصحف والتلفزيون، هذه الوسائل التي دربتنا منذ زمن كيف وماذا نرى. لا عجب إذن أن كنتم لا تجدون أي صورة لجلعاد شليط اثناء تحريره. لقد قام الجيش الإسرائيلي والدولة بالسماح وبتحديد زوايا تصوير محدودة فقط في الحدث، لكن الصور الفوتوغرافية التي التقطت من تلك اللحظات وتلك الزوايا المحدودة لم تجد لها مكانا في المعرض.  
كمشاهدين للصور، مثل المصورين الذين كانوا على أرض الواقع، نحن مدعوون لتقوية الحواس: لنكون متيقظين لنظرات غيرنا، لنظرة المصوَّر بالمصوِّر، بالناس حوله، بنا، المشاهدين، لتتبع أصوات ولغة وحركات جسد المصوَّرين. تماما كما يتحمّل المصور، اليقظ في ارض الواقع، مسؤولية ما يراه، يأخذ بعين الاعتبار المكان والوقت، الحدث والجهد - نحن المشاهدون ايضا مدعوون لتحمل المسؤولية، لنتأمل ونردد لأنفسنا حياة الآخرين.
أناس يعيشون، أناس بالكاد يعيشون، وسياسيون يتآمرون، ومصورون التقطوا صورا، والحُكّام اختاروا - وللمعرض تم اختيار مائتي صورة فوتوغرافية فقط من اصل آلاف. مائتا صورة تعود وتروي اشلاء حياة. حياة متأججة وحياة أخر. حياة. نقطة.