مُلْقَوْن
1. عن الحق في السكن والمأوى من خلال صور من تُركوا في الحيز العام
موران شوب
من لم يفقد المأوى ابدا ويعيش في مأمن بين أربعة جدران، يُحتمل انه لم يخطر بباله الحق الأساسي في المأوى. في معرض "إفادة محلية" هذا العام, نقابل الكثير من الصور لمحتوى منزل القي به في الشارع, مشردين بدون منزل ولاجئين ملقوْن ينامون في العراء, وفراش اسرّة.
في الحيز العام جسمنا هو مأوانا، ولكن جسمنا أيضا يحتاج الى المأوى. في الحيز العام نحن حريصون على أنفسنا: هناك أشياء لا نقوم بها في العلن بل في منزلنا المتواضع، لأن هناك فقط، بين أربعة جدران، نهب انفسنا الحرية الكاملة، نسمح لأنفسنا بتفريغ الجسم والمشاعر، لإراحة الجسم, او حتى الانهيار, لتجميع قوانا لنعود من جديد ونخرج الى العالم. المنزل هو المأوى الذي نخرج منه واليه ونعود.
هذه بضع كلمات حول "الحق في المأوى" من وثيقة نص الادعاء للمحكمة العامة التي عقدت حول الإسكان الشعبي في 4 تشرين اول 2012:
"اساس نقاش المحكمة العامة حول الإسكان الشعبي هو الحق الأساسي للعيش بكرامة وهو معترف به في القانون الإسرائيلي أيضا. من هذا الحق اشتق الحق في السكن الملائم, المثبت في قانون حقوق الإنسان. تم الاعتراف بالحق في المأوى من قبل دولة إسرائيل عندما قبلت بالاتفاقيات الدولية وصدقت عليها ... "الاعتراف بقيمة الانسان, وبحرمة حياته، وبكونه حرا" - اساس حقوق الإنسان في إسرائيل حسب قانون أساس كرامة الإنسان وحريته (1992) – يجبر ايضا على الحق في السكن الملائم. بدون المأوى من الصعب ايجاد مضمون لهذه الكلمات الكبيرة من لغة القانون. وُضع الحق في السكن الملائم من اجل ضمان تحقيق العيش في أمن وكرامة لجميع البشر بغض النظر عن إمكانياتهم الاقتصادية. تسعى حماية هذا الحق بموجب القانون في تنفيذ تطبيق قيم الكفالة المتبادلة ويُستعمل كأفق لتحقيق مجتمع أخلاقي..."
تُظهِر الصور المعروضة في هذا المعرض، والتي تم جمعها من الصور الفوتوغرافية التي أرسلت إلى "افادة محلية" وصور اضافية، مَن وما هو مُلقى ومهمل، أهمِل عمدا ولذلك فهو مُلقى ومشرّد بدون مأوى: اناس بدون مأوى ولاجئون مُلقَوْن نيام في الشارع، والأغراض الشخصية ومحتويات المنزل مطروحةفي متناول الجميع؛ الفراش، وحشية مصادرة الفراش.
خلافا للسقف وجدران المنزل التي توفر الحماية، تحوي وتحمي، مَن وما هو مُلقى لا يحوي ولا يكون محتوى، ويبقى بدون حماية.
كمواطنين يُظهرون مسؤولية ازاء الآخرين أيا كانوا وكمصورين يعملون في الحيز العام، علينا أن نعمل جنبا إلى جنب في تضامن ونطالب سويا ونحتج سويا من أجل ما يستحقه كل واحد منا لنفسه – الحرية، الكرامة والمأوى.
مُلْقَوْن
2. الفِراش – منزل بلا جدران
موران شوب
تُوثِق جميع الصور في معرض "إفادة محلية" احداث جرت بين 1 ايلول 2011 إلى 31 اب 2012 - باستثناء صورتان: احداها صورة ستصبح حسب اعتقادي رمزا تاريخيا, تظهر فيها محتويات منزل بدون جدران. هذه الصورة لأورن زيف، عضو في مجموعة التصوير الفوتوغرافي اكتيفيستلس، هي التي انجبت احتجاج الخيام: محتويات المنزل الذي فرشته وبسطته دافني ليف كرمز في 14 تموز 2011 في جادة روتشيلد بتل أبيب، ساعة قبل الموعد الرسمي للحدث الذي حددته في الفيسبوك؛ الحادث الذي حرك احتجاج الخيام في الجادّة.
ما فعلته ليف كان مبادرة منها وعن ادراك، إفراغ اغراضها الشخصية في الحيز العام. في الغالب لا يحدث هذا بمبادرة وادراك، بل يحدث هذا بوحشية عادة، وبلا رحمة كما يظهر في الصورة الثانية, من 25.12.2007, وهي ايضا لأورن زيف, والتي نرى فيها ثمانية من شرطة اليسّام (شرطة الوحدات الخاصة) يُخرِجون فِراشا من منزل في كفار شلم بجنوب تل ابيب. أناس، مع ممتلكاتهم الشخصية، مُلقوْن خارجا، الى الشارع. ودائما هناك، في الكومة، يظهر الفراش. الفراش هو بعينه الحيز الخاص المتواضع يُلقي عليه كل واحد منا، في المنزل، جسمه ليستجمع القوة. لا أحد منا، إلا إذا كان بدون مأوى، إلا إذا كان لاجئا، يضطر الى النوم في الخارج، في الشارع. عندما يكون الشخص أو الأسرة مُلقوْن في الشارع، لا يكون لديهم مأوى. من لم يُجبَر يوما على النوم بدون مأوى، قد لا يخطر بباله ابدا الحق الأساسي لكل واحد منا في سقف يأويه.