ماذا يمكن ان تُعلمنا الجدران التي نعيش بينها عن أنفسنا؟
موران شوب، امينة إفادة محلية 2013
وعندها ا تَرسَني. بعد ساعات طويلة من التأمل في الصور الفوتوغرافيه لاحظت أن غالبية المصوَّرين يحتمون في ظل جدار أو مبنى. بعلم أو بدون علم بوجود الكاميرا - دائما الجدار موجود هناك، كستارة في ستوديو، كخلفية ملائمة للمصوَّر. بعلم أو بدون علم بوجود الجدار - سيكون دائما هناك للحماية أو للفصل. جدران المنزل تحمي سكّانها وتفصلهم عن العالم. السور، كما يقال، يفصل بين الداخل والخارج من اجل الحماية، يفصل بين هنا وهناك وبين الناس على كلا جانبيه. هذه الجدران، أدركتُ، هي ما نعمل بجد طول حياتنا جميعا للحصول عليه وما نتقاتل من اجله، من اجل المنزل. فضاء المعرض; محاط بالجدران من كل جانب، جدران، جدران بدون سقف، ماذا يشبه هذا الفراغ حسب رأيك؟ موقع بناء؟ او اطلال منزل مهدم؟
"المنزل المهدم نصفيا / يشبه منزلا غير مكتمل " . / / --- الله، يصور فقط صورا للحظة ويمضي، / لا يميز بينها. / / نحن فقط بعد فترة من الزمن، / نرى أن هناك فرقا؛ / / اذا كان المنزل سيدمر بالكامل / أو سيتم بناءه لاحقا" [يهودا عميحاي من "قصائد لرأس السنة"].
عِقد لإفادة محلية، وفي كل مكان جدران تُفيد او تشهد علينا: جدران مبنية، جدران مهدمة، جدران صامدة، جدران مغطاة بالملصقات، جدران، كالصور ذاتها، هي شهادة او إفادة عن الحياة، عن المكان، عن العصر. تأملوا في الجدران المصورة في هذا المعرض بشكل خاص وفي الصور المعروضة في إفادة محلية بشكل عام – ماذا يمكن للجدران أن تعلمنا عن أنفسنا؟
نحن نعيش في حماية الجدران. العيش بين اربعة جدران هو حق أساسي. ولكن كالصورة التي تخلّد وتثبت ما يُصوَّر، الجدران ايضا، بدلا من تحريرنا، تقوم بتخليد وتثبيت خوفنا من الحرب.
مجموعة من السياح تقف بالقرب من الحائط الغربي في القدس - المدينة التي تغطي طبقات من أطلال تاريخها وماضيها. يقوم المرشد السياحي بتوجيه أبصارهم وكاميراتهم: "هل ترون ذلك الرجل مع السلال؟ الى اليمين من رأسه هناك قوس من الفترة الرومانية. إلى اليمين من رأسه. ولكنه تحركَ، تحركَ! قلت في نفسي: الخلاص لن يأتي إلا إذا قيل/ لهم: هل ترون هناك قوس من الفترة الرومانية / ليس مهما: ولكن بجانبها، قليلا الى اليسار وتحتها، يجلس / شخص اشترى الفواكه والخضروات لمنزله". [يهودا عميحاي من "سياح "]